صمت النجوم /بقلم حکیم الحویزي

"صمت النجوم"

بقلم حكيم الحويزي
،،،،،،

الساحة الخارجية للمحكمة مليئة بالحشود ،همهمة الحاضرين تشبه ضجيج امواج البحر حينما ترتدم بالصخور، دخلت "أمل" الفتاة الحسناء الذات تسعة عشر ربيع ، المحكمة وشقّت لها طریقا بین الحشود مع والدتها ،حتی وصلت الی مكتب القاضي ،إنّها قد اتخذت قرارها في الانفصال عن زوجها الذي حوّل حياتها الی جحيم وحطّم احلامها…
دخلت مكتب القاضي بإستحياء ،
كان زوجها قد سبقها بالمجيئ ،
لم تعد تطيق النظر اليه لإنّها موقنة بعد دقائق ستصبح إمراة غريبة بالنسبة له !
مضت تلك اللحضات كـالكابوس المخيف وسرعان ما إنتهی ،خرجت أمـل و امها من مكتب القاضي وهي تحمل ورقة الطلاق
كإنّ جبل قد ٱزيل عن عاتقها ولكن لم تعد تثق برأي وحكمة والدتِها بعد كل الذي حدث!
عاد بها الفكر الی ذلك اليوم المشمس الجميل الذي،طرقوا فیه باب بيتهم ٱناس معروفون بالبساطة والنقاء لطلب يدها !كان الشاب مهذب و ذو خلق ولا ينقصه شيئ
ولكن كيف تقبل به والدة أمل دون استشارة ذلك الكاهن الذي تعتبره صاحب الكرامات والخوارق والذي يعلم بما كان وما يكون!!
قالت لهم: امهلونا اسبوعا حتي نأخذ رأي البنت ان وافقت فهي لكم! !فخرجوا دون اخذ نتيجة مؤكّدة
ما ان غادروا البيت حتي ذهبت والدة أمل الي ذلك الدجال ليكشف لها عن الغيب! شرحت له القصة
فخرج كتابه العتيق و ورقة وبدء برسم حروف واعداد غير مفهومة بعد ما طلب منها اسم المتقدم لخطبة بنتها واسم امّه! بعد دقائق من السكوت قال: إحذري هذا الرجل إياكِ ان تعطي بنتكِ له لئن نجومهما لا تتطابق!!
هذا الدلیل کان یکفی لوالدة أمل ان ترفض ذلک الشاب وبالفعل رفضته دون أن تسمع کلام بنتها!
مضت ايام وشهور وعادة الكرّة مرّة ٱخري حيث طُرِقَ الباب ثانيا
كانوا ٱناس آخرون ولكن ليس بذلك النقاء !
كذلك اخذت منهم مهلة اسبوع حتي تستشير ذلك الدجال! الذي قال لها ان النجوم هذه المّرة تتطابق تماماً وهما لن يفترقا حتي الممات!
ابتهجت ام أمل ومن فرط فرحتها اعطته كثيرمن المال وخرجت منه لتبشر بنتها وتبارك لها …!
وتزوجت أمل من ذلك الشاب دون ان
يعرفوا شيئاً عن ذلك العّريس الجديد! لم يمضي على زواجها اسبوع حتى نشبت الخلافات بينهما
بعد ما تبّين لها انه مدمن ويتعاطی المخدرات! هنالك تضعضعت احلامها وتحولت حياتها الی جحيم لا يُطاق ،قد ضاقت بها الارض حتی
قررت الانفصال وهو الحل الوحید لتنجو وتهرب من هذا الوحش المتلبس بثوب البشر! ولکن من یحمیها بعد الطلاق من الاشاعات و سیل التهم فی المجتمع الجاهلي
الذی لا یری العیب الا فی النساﺀ!
مضت کل تلک الایام السوداﺀ والدامیة وقد تركت بصمتها في قلب الفتاة حيث لم تعد تفهم معنی للحياة ها هي الان تغادر ذلك المكان مع امها و
قد كفرت بالنجوم وآمنت بالحي القيوم!
ــــــــ
قصة من نسیج الواقع وطبعا الاسم مستعار