طاحونة الريح

طاحونة الريح

العواصف وقود الطاحونة، تلتهم وجبات الرياح  لتدور و  تطحن حبات القمح، لا ادري ادعو اللّه ليشتد الريح حتى يشتد دوران الطاحونة ام اسئل ربي ان يسكن العواصف حتّى لا ينهار كوخي الهزيل
لا زالت تدور الطاحونة وتَطحن  للناس وتمنحهم من الدقيق، أكياس ...قد مضت ملايين من البشر قبلي  ولم يأتي دوري الى الحين . رجلاي اصبحت كالخشبتان نابتان في الرمال من فرط،الانتظار وطفل أملي الذي رافقني أصبح عجوزا محني الظهر يتكأ على عكازة ولم يأتي دوري .عينيَّ شابحةٌ نحوها ونحو السماء أرى الله كل يوم يسلخ النهار من اليل ! واني شاهدٌ على الشمس كيف تجري من سردابها الي  مضجعها ... رأيت ملايين المرات كيف تموت شمس الله،مذبوحة بيد قائد الظلمات ثم تُداس تحت حوافر خيل السواد في المغرب وكيف دمها الزعفراني  يرسم الشفق في وجنات الأُفُــق.
تموت الشمس كل يوم ثم تحيىَ في الفجر ولم يزل دوري لم يأتي… أرى خلفي هياكل عظمية واقفة وجماجم معفّرة في التراب ترهقها ذِلّة و عظام ايادي يلعب بها الريح كأنها تودّعني واصابعٌ تشير الي السماء…
ولازالت الطاحونة تدور…

✍ بقلم حكيم الحويــزي
00989376471910